الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

عسل النحل غذاء ودواء


العسل مادة عجيبة التركيب شديدة التعقيد مازال العلماء يكتشفون أسرارها يوماً بعد يوم، ويوجد منه مئات الأنواع تختلف باختلاف المكان الذي يؤخذ منه.
قال ابن جريح: قال الزهيرى: "عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ"، وأجوده أصفاه وأبيضه وألينه حدة وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال والشجر فهو أفضل مما يؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مراعي نحله"(1)، وعسل النحل غذاء مبارك، ولن يكون مضراً أو ساماً في أي وقت؛ لأنه لو فرض أن تغذى النحل على نبات سام فإنه يموت ولن يصنع عسلاً.
من المميزات الكبيرة لعسل النحل (2):
مقاومته للفساد مدة طويلة تصل إلى سنين عدة، بشرط أن يُحفظ بعيداً عن الرطوبة.
مضاد للعفونة ومبيد للجراثيم. يحفظ الأنسجة لمدة طويلة، وهذا ما دعا العلماء لأن يستخدموه في حفظ الأنسجة والأعضاء الحية لمدة طويلة وهي معقمة، دون أن تتأثر حيوية هذه الأعضاء ووظائفها، وقد وجد بالتجارب التي جرت على العسل في هذا المجال المعطيات التالية:
لمحلول عسل النحل الطازج تأثير مبيد للجراثيم المكورة بنسبة 50% والجراثيم العضوية بنسبة 25%.
50% من الأنسجة التي أخذت ضمن شروط التعقيم وحُفظت في محلول ملح عسلي بقيت معقمة وصالحة لمدة طويلة، والعسل يحتوي على قائمة متنوعة من الأملاح المعدنية والأحماض العضوية والخمائر والفيتامينات، ويعتبر عاملاً مساعداً في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض(3).
الاستشفاء بالعسل:
قد يُذهل الإنسان عندما يستطلع تأثير هذا الدواء الإلهي العجيب في معالجة الكثير من الأمراض، بما فيها بعض الأمراض التي لم يستطع الطب إلى يومنا هذا أن يجد لها علاجاً فعالاً كالتهابات الأنف الضمورية والقرح الواسعة في الجلد.
ولعل أهم ما يميز العسل كدواء عن باقي الأدوية..انعدام تأثيراته الجانبية على الأجهزة المختلفة، بل على العكس تماماً فهو يحسن الحالة العامة لجميع أنسجة الجسم.
ولعل ما يؤكد كلامنا هذا ما نشرته مجلة "منار الإسلام" الظبيانية في عددها الرابع إصدار ربيع الآخر 1406 تحت باب "حصاد الشهر" من انبهار العلماء حينما عجزت جميع المضادات الحيوية عن أن تشفي جرح سيدة مريضة بالسكر استمرت في العلاج ستة أسابيع، وبعد أن أعيتهم الحيل استخدموا عسل النحل موضعياً على الجرح، في محاولة يائسة قبل بتر ساقها، ولكن المفاجأة التي أذهلتهم.. أن العسل قضى تماماً على مستعمرات البكتريا وساعد على نمو أنسجة حية حول الجرح(4).
ولقد عُرف العسل كعلاج ناجح في أمراض العيون منذ عهد الفراعنة الذين استعملوه في كثافات القرنية، واستخدمه العرب في علاج أمراض العيون.
وروى المقريزي في كتابه (نحل عبر النحل) أن الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كل سقم.
وفي العصر الحديث ينصح مشاهير الاختصاصيين في العالم باستعماله ويشيدون بنتائجه الطيبة.
وقد أُدخل العسل في المراهم التي يتداوى بها من أمراض التهاب الجفون والملتحمة وتقرح القرنية، وكذلك أدخل في مجال علاج قصر النظر والتئام جرح العين واختلاجات الأجفان.
ونظراً لاحتواء العسل وحبوب اللقاح على كمية كبيرة من فيتامين "أ" فإنه يمكن استخدامها لعلاج حالات الضعف البصري وخاصة أثناء الليل أو عند انخفاض الضوء، وهذا ما يسمى بمرض العشى الليلي، حيث يدخل هذا الفيتامين في تركيب العصبات والمخروطيات التي تعتبر بمثابة مستقبلات الضوء في الشبكية.
نشرت مجلة "حضارة الإسلام" الدمشقية مقالاً للدكتور محمد نزار الدقر: حيث قام بترجمة مقال للدكتور غ. ك أوساولكو من شعبة أمراض العيون في مستشفي أوديسا الإقليمي تحت عنوان: "استطبابات العسل في أمراض العيون" جاء فيه: "وقد جربنا العسل حرفاً أو مركباً مع مواد علاجية أخرى وشملت مشاهداتنا: التهابات القرنية وحروق القرنية وجروح القرنية، وقد أبدى العسل بدون شك تأثيراً ممتازاً على سير المعالجة لمختلف آفات القرنية الالتهابية".
وقد نصح الطبيب باستخدام العسل في تحضير معظم المراهم، كما دعا أيضاً إلى استخدام العسل على نطاق واسع في معالجة أمراض العيون.
___________
الهوامش:
(1) راجع كتاب "على هامش الطب النبوي في علاج مرضى الجهاز الهضمي" للأستاذ الدكتور علي مؤنس.
(2) المرجع السابق.
(3) لمعرفة المزيد من هذه المميزات راجع كتاب "زاد المعاد في سيرة خير العباد" لابن القيم.
(4) مجلة "منار الإسلام" العدد الرابع ربيع الآخر 1406 ه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق